يرفض مجتمعنا اللبناني حالة العزوبية، وهذه الحال لا تنطبق على اللبنانيين وحسب وإنّما على الأوروبيين عموماً والفرنسيين خصوصاً، وذلك على رغم تطوّرهم وإنفتاحهم إلا أنّهم يفضّلون الزواج وينظرون الى العزوبية بنظرة سوداوية-مأساوية.
وبالتالي فإنّ المرأة التي تتخطّى الـ35 من عمرها وهي لا تزال عزباء تعاني الكثير من الضغوطات الاجتماعية إذ إنه يتمّ النظر إليها بدَونية وكأنها إرتكبت “جريمة” وخطأً فادحاً بتفضيلها حياة العزوبية على حياة الارتباط والزواج.
ولكن إليك الأسباب التي تجعلك تفضّلين البقاء عزباء عوض الارتباط، وذلك رغم كلّ ما ستعانينه من ضغوطات:
• 1 – محيطه المختلف
من الأسباب التي تمنع الفتاة من الارتباط بالرجل الذي تحبّه وتتناسب طباعه مع تطلّعاتها وأحلامها، هو محيطه الاجتماعي. فمن العمروف بأنّ الانسان لا يمكن أن ينكر لا أصله ولا فصله، ولا يمكنه أن يعيش بمعزل عن عائلته ومجتمعه ومحيطه، وأن يتنصّل من المبادئ والأفكار والقيم المترسّخة في عقله والمتجذّرة في تصرّفاته والمتأصّلة في أدقّ تفاصيل حياته.
وكما يقول المعالجون النفسيّون والاختصاصيون في هذا المجال “عندما تلتقي إمرأة برجل مناسب، فإنّها تصادف أيضاً مجتمعاً وقيماً، قد تكون بعيدةً عنها ومتناقضة مع مبادئها وأفكارها”،
ولذلك ينصحها “Aga”-أحد علماء النفس الفرنسيين- بطرح العديد من الأسئلة على نفسها قبل الاقدام على الارتباط في مرحلة الحبّ الأعمى ومنها “إلى أي بيئة ينتمي؟
هل ينتمي الى بيئة محافظة أو منفتحة؟ هل هو محاط بالعديد من النساء؟ هل يرتبط إرتباطاً وثيقاً بعائلته وأمّه، أم أنّ الرابط هشّ بينهما؟…”، وعندما تتمكّن من الاجابة على هذه الأسئلة عندها فقط ستختار إمّا الارتباط وإمّا تفضيل حياة العزوبية.
• 2 – مساوئه تتخطّى حسناته
عندما تقدم المرأة على الارتباط برجل ما والتفكير بالزواج منه فإنّ أوّل ما تنصحها به أمّها أو صديقتها المقرّبة هو المقارنة ما بين صفاته الحميدة وتلك المزعجة، فإذا تخطّت مساوئه حسناته فبالتالي عليها الابتعاد عنه، خصوصاً أنّ المساوئ تكثر بعد الزواج. لأنّ الرجل قبل الزواج وفي مرحلة التعارف يحاول إخفاء عيوبه والتركيز على صفاته الحميدة.
ومن الأشياء التي على المرأة الانتباه لها هو درجة الانسجام والتفاهم بينها وبين شريكها المستقبلّي، “فبعد مرور 20 سنة على الزواج ربّما يختفي الحبّ بين الزوجين ويسود التفاهم علاقتهما، لذلك عليهما أن يكونا منسجمين ويتشاركا في أبرز التفاصيل والامور”.
ولكن دكتور “Aga” يدعو المرأة الى عدم المبالغة في هذا السياق، فثمّة صفات متناقضة بين الشريكين من شأنها أن تضمن إستمرار الزواج بعفويته وتناقضاته المختلفة وتحول دون عيشهما حالة من الروتين “القاتل”، ويؤكّد “Aga” قائلاً “ما يهمّ هو ليس نسبة العيوب وعددها، ولكنّ المهمّ هو أن تنسجم عيوب الزوج مع حسنات شريكته فيتمّ التوازن بينهما، فمن الجيّد أن يرتبط الثرثار بإمرأة هادئة، والفوضوي بزوجة منظمّة”.
• 3 – علاقاته السابقة
عندما تلتقي المرأة برجل أحلامها فإنّ أوّل سؤال تطرحه على ذاتها هو “هل سيكون أباً جيّداً لأولادي لاحقاً؟”، فتفكّر بالمستقبل وتنسى التطلّع الى الماضي.
فمن الطبيعي أن تتطلّع المرأة الى الامام والى المستقبل المشرق الذي سيجمعها بحبيبها ورجل أحلامها الذي لطالما إنتظرته، ولكن هذا لا يمنع أن “تنبش” في ماضيه لتعرف أكثر عن طبيعة علاقاته السابقة “فالمرأة لا تتمكّن من معرفة الرجل جيّداً إلّا بعد الاستفسار عن حياته العاطفية قبلها، ومن خلال الانتباه الى الطريقة التي يتحدّث فيها عن حبيباته القدامى”.
وقد أجرى الدكتور Aga دراسة بيّنت خلالها أنّ الفرنسيّات يعلنّ بأن كل واحدة منهن ربما إرتبطت أو أقامت علاقة بثمانية رجال في حياتها، إلّا أنّ واحداً فقط أو إثنين منهم رأت فيه أباً أولادها لاحقاً.
ولكن عالم النفس الفرنسيّ، دعا النساء الى التعرّف اكثر على طبيعة علاقات حبيبهنّ، وذلك قبل التفكير فيما إذا كان سيصبح أباً جيّداً لأولادهنّ، لانّ علاقاته السابقة وطريقة تصرّفه في أثنائها هي التي تحددّ فيما إذا كان رجلاً صالحاً للإرتباط أو لا.